-A +A
أنمار مطاوع
كلما زادت المخالفات ـ في أي مجال ـ، زادت صعوبة ضبطها. هذه قاعدة تنطبق على أي مجال من مجالات الحياة.
فيما يختص بالمرور، نظام (ساهر) استطاع أن يضبط مخالفات السرعة في أماكن محددة؛ ولو تم تطبيقه من البداية بشكل صحيح، لكان وضع مخالفة السرعة مختلفا حاليا. ورغم ذلك تظل مخالفة السرعة محدودة في ذاتها أمام الكم الكبير من المخالفات الأخرى. فهي واحدة من عشرات المخالفات التي تسبب الحوادث وتعطل حركة السير.

القيادة في شوارع مدينة جدة أصبحت قريبة من مفهوم (الفوضى)؛ فهي (بازار) يشارك فيه الجميع. وكل الشوارع والكباري والأنفاق الجديدة التي تعمل وزارة النقل على فتحها لن تستطيع أن تحل معضلة الازدحام المروري في مدينة جدة ـ وما شابهها من مدن ـ، لأن القضية ليست قلة الطرق أو مساحاتها بقدر ما هي معضلة (أسلوب قيادة). يجب الإشارة هنا إلى أن المسألة لا تتعلق بالوعي أو الجهل. فمعظم السائقين ـ من مواطنين ومقيمين ـ يعرفون القوانين. فعندما يقف رجل مرور في منطقة ما، يلتزم كل السائقين بالنظام والقوانين المرورية بشكل ملفت. هذا دليل على أن الوعي موجود. المفقود هو الوعي بالالتزام بالقيادة الصحيحة حتى في غياب رجل المرور. وهنا يأتي دور الانضباط بقوة النظام.
كثرة المخالفات أصبحت عبئا على إدارة المرور. فرجل المرور لا يستطيع أن يضبط كل المخالفات.. لكثرتها. وبالتالي، تصبح المخالفة غير قابلة للضبط.. ولو ضبطت على بعض السائقين، فإنها تسقط عن الباقين.
فكرة تدريب شركات خاصة أو جمعيات تطوعية أو كشافة؛ أو كل أولئك، على آلية مراقبة المخالفات ورصدها لتغطية كامل المدينة ليست فكرة خارج السرب. فالوضع الراهن يتطلب التفكير خارج الصندوق. والقيادة في الشوارع تتجه نحو الأسوأ كل يوم.. وتحتاج إلى آليات جديدة ليعرف كل السائقين أنهم مراقبون طوال الوقت بـ(راصد) يسجل أي مخالفة يقومون بها. بهذا، سترتفع نسبة الانضباط بشكل كبير ويتحقق الاستخدام الأمثل للشوارع والكباري والأنفاق.